انتهاء المرحلة الأولى من مشروع إزالة الأنقاض والنفايات الصلبة والذي بدأ تنفيذه في الفترة مابين 15/8/2019 و 13/12/2019
وتعتبر التحديات والمخاطر في هذا المشروع من أبرز الأمور التي تستلزم التوقف عندها. والتأكيد عليها بعد رصد العديد من المخاطر في المدارس والمباني المدمرة والتي يتم استخدام الجزء الصالح منها سواء باستخدامها في التعليم أو من قبل نازحين يقطنونها. بالإضافة إلى أن أغلب مواقع العمل على تماس مباشر مع السكان حيث تحيط بها أراضي زراعية يستثمرها أصحابها.
ويعتبر عدم وجود جهات مختصة بإزالة الألغام في المنطقة من أبرز التحديات التي واجهت المشروع. بالإضافة لوجود مخاطر أمنية في المدارس أدت إلى توقف العمل عدة مرات مثل العثور على لغم في مدرسة البو مصعة المحدثة. ومسدس حربي في حطام مدرسة شحاذة الخليل. وعلى جثة متفسخة ضمن ركام مدرسة محيميدة الغربية. وعلى مخلفات حرب ومقذوفات غير منفجرة في مدرسة الجنينة الريفية. وفي أغلب المواقع تم العثور على أفاعي وعقارب سامة ضمن الحطام.
وبالتالي يعتبر هذا المشروع من أكثر المشاريع تأثيراً في المجتمع وخاصة على الأطفال فنتيجةً لظروف الحرب وعدم وجود أماكن للعب. يعتبر الأطفال المساحات التي توجد فيها الأنقاض أماكن للعب، يكاد لا يخلو موقع من المواقع التي قمنا بإزالتها من صور تم التقاطها لأطفال يلعبون على هذه الأنقاض. وعلى الرغم من وجود خطر كبير في ذلك إلا أنه لايوجد وعي كافي بهذه المخاطر ولم تشكل الحوادث رادعاً للأطفال وذويهم وفي الوقت ذاته لم يتم القضاء على هذه الظاهرة بإزالة الأنقاض وبالتالي إزالة الخطر بشكل نهائي.
وبالإضافة إلى الأخطار الجسدية المباشرة كان وجود الأنقاض يسبب أذى نفسي كبير وخاصة في المدارس فالكوادر التعليمية في هذه المدارس المستهدفة تدرك يقيناً وجود أخطار كبيرة مثل الأسلحة والمتفجرات ولكنها مضطرة إلى الذهاب إلى العمل في أماكن الخطر هذه. مع قيام المشروع تمت إزالة هذه الأسباب.
بالإضافة إلى أن عمل بداية لم يقتصر على الحطام بل استهدف أيضاً التنظيف وإزالة النفايات والأعشاب الضارة.
الطفل سليمان أحمد العبد الله، طالب في مدرسة محيميدة الغربية، عبر عن وضعه النفسي قبل وبعد انتهاء المشروع: “لم نكن نستطيع التحرك في الباحة واللعب فيها كما نريد بسبب علمنا بوجود جثة تحت الأنقاض وقسم من أطرافها كان ظاهراً بوضوح وكنا نخاف أيضاً من أن يكون مع الجثة متفجرات.
قسم كبير من زملائي لم يكن يأتي إلى المدرسة بسبب الخوف وقسم منهم لم يكن ينتظم في دوامه. أما أنا فكنت آتي إلى المدرسة لأني أريد مواصلة تعليمي ولكن في الوقت نفسه كنت أشعر بالقلق والتوتر الدائمين ولم أكن أستطيع التركيز في دروسي أثناء وجودي في المدرسة.
بعد إزالة الجثة صار التزامنا بالدوام أكبر بكثير وصارت المدرسة آمنه ونظيفة. وصرنا نستطيع التحرك في جميع أنحائها.
أما هبة خالد العبد وهي طالبة في مدرسة الجنينة الريفية، فقد تحدثت عن وضع مدرستها قبل البدء بالمشروع: “لاتوجد مدرسة في قريتنا غير هذه لنذهب إليها ومع ذلك كنا نرى بقايا مواد متفجرة ونخاف كثيراً من انفجارها بأي لحظة.
مما جعل كثيراً من الأطفال لا يتابعون الدراسة بسبب الخوف.
وكنا كلما شاهدنا تلك المتفجرات تذكرنا الحرب والقصف الذي عانينا منه خلال السنوات الماضية.
عند إزالتها صارت المدرسة آمنه وعندنا مكان كبير للعب. ولم تعد المتفجرات موجودة ولم نعد نتذكر الحرب والقصف كلما رأيناها.